بسم الله الرحمن الرحيم
منـاشـدة و نـداء استغاثة
لنصرة اهلكم في غزة
إلى جميع الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحرة؛ إلى كل إنسانٍ شريفٍ, إلى من لم تمت ضمائرهم؛ إلى من لم تصمت حناجرهم, نناديكم ونناشدكم من هنا؛ من فلسطين؛ من السجن الكبير المسمى قطاع غزة؛ من الأرض والتراب التي تروى يومياً بدماء أبنائها؛ نناديكم ونناشدكم باسم كل شهيدٍ سقط ضحيةً للمجازر والمذابح التي تمارس الآن بحق الأبرياء في غزة المحاصرة؛ وباسم كل طفلٍ أصبح يتيماً نتيجة الأعمال العدوانية التي لا تزال تمارسها إسرائيل ساعةً بساعةٍ؛ ولحظةً بلحظةٍ؛ أو كل أرملةٍ سلبها الظلم والقهر؛ أو كل أمٍ ثكلى كانت ترى في عيني ولدها الأمل في الحياة، ونناديكم من حناجر الشيوخ والمسنين, الجيل القديم الذي لم يعرف يوماً قط معنى الحرية ومعنى العيش الكريم وقضى معظم حياته قهراً وظلماً.
قذائفها الصاروخية وقنابلها الحارقة، ومن قلب المذبحة والعدوان التي أطلقت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي اسم حملة (عامود السحاب) وترتكب بحق أبناءكم وبناتكم في غزة المحاصرة التي تتعرض منذ مساء يوم الأربعاء الموافق 14/11/2012م ولا تزال حتى كتابة هذه السطور لعدوان بربري ومجازر وجرائم فاقت كل القيم الإنسانية وتجاوزت المنطق؛ وبلغت حصيلة العدوان على قطاع غزة حسب مصادر وتصريحات وزير الصحة إلى (98) شهيد من بينهم أطفال، و سيدات، و مسنين، وبلغ عدد الإصابات أكثر من 800 مصاب نصفهم من الأطفال والنساء، كما أن العديد منهم دخل في حالة موتٍ سريري؛ وأشلاء الشهداء والجرحى لازلت تحت الأنقاض أمام مسمع ومرأى العالم كله والذي كان يتابعها عبر وسائل التلفزة المباشرة.
هذا هو المحتل الإسرائيلي لأرضنا يمعن في غيه ويمارس شهوة القتل والتدمير بحق أهلكم العزل الأبرياء في غزة المنكوبة؛ ويعود مرةً أخرى ودون فارقٍ زمنيٍ كبيرٍ عن حرب غزة الأخيرة (حرب الفرقان)؛ يعود ليضرب أطناب الموت في غزة؛ في حربٍ شاملةٍ لا تحمل قيمةً ولا معنى غير البربرية والحرب الهمجية المسعورة التي توعد بها كبار المسئولين الإسرائيليين، كما أن قادة الاحتلال يصرحون بأن الهجوم على غزة سيستمر ويتصاعد وستتسع دائرته وأن العملية الإسرائيلية عملية متدحرجة وسيجري تقييم الأوضاع بعد كل موجة قصفٍ لتقدير إمكانية الاستمرار أو التوقف، لتكتمل بذلك سلسلة الحصار والقتل والجوع والخوف.
ثلاجات الموتى؛ والجرحى بالمئات لا أسرة لهم؛ فيما ينذر النقص الشديد في الدواء والغذاء والمستهلكات الطبية بوقوع كوارث إنسانية أمام حقيقة تدفق المئات من المصابين والشهداء والجرحى إلى المستشفيات.
أمركم وأوصاكم به ربنا وربكم (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)، ونود أيضاً تذكيركم بالمسئولية الكبيرة التي يتحملها الجميع تجاه الشعب الفلسطيني، وبما يلزم عملة من أجل إنقاذه وإغاثته ومد يد العون والمساعدة إلى شعب فلسطين، مع العلم بأننا نقوم في هذه الأثناء بحملة إغاثة عاجلة لجمع التبرعات العينية والنقدية والتي تتمثل في التالي:
- أولا
توفير الأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لمساعدة مصابي وجرحى العدوان أو مرضى الحصار مع العلم أن مخازن ومستودعات وزارة الصحة أصبحت شبه خالية بسبب زيادة الطلب على تلك الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة كثرة توافد المصابين والجرحى إلى المستشفيات. - ثانياً
توزيع المساعدات النقدية على الأسر المتضررة وضحايا الحملة العسكرية الإسرائيلية, بالإضافة إلى توزيع المساعدات الغذائية. - ثالثاً
توفير مأوى ومساكن بديلة ومؤقتة وبعض الأمتعة والأثاث والمستلزمات المنزلية الأساسية للذين دُمرت منازلهم أو تضررت بشكل شبه كلي وجزئي.
لذلك نناشدكم أن تقفوا إلى جانب أهلكم في هذا الوقت العصيب وفي هذه المحنة وأن تعينوهم . فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه فالحاجات كثيرة ... والحصار خانق ... والألم كبير